صوت و صمت

في كل هذا الصمت .. تغفو كل الأصوات
و حين تستيقظ لا تحدث ضوضاء
تتداخل الأفكار و تتحدث فيما بينها
لكن الصوت يستمر بإرتداء الصمت حتى وهو مستيقظ
حتى حين تشتعل المعارك يغفو الجسد
بكل ما يحمله من معاني الحياة
مستسلما لتعب يبدوا لوهلة انه سرمدي
وتبقى المعركة تدور في عقل لم يغفو
في اللحظات التي يحمل فيها العقل عبء الحياة
يصبح كفيفا لا يرى أملا أو نهار
تصبح جميع الأيام يوما واحد
يوما يدعوه ليغفو في الليل
لعل النوم ينسيه
لكن العقل أصبح لا ينام
بل و كأنه يصبح شرسا حين النوم
ما أصعب أن تكون في مكان لا تستطيع أن تمارس فيه تقاليده التي تريد أن تمارسها
تكتفي بأن تكون غريبا و تلقي التحية

وكيف حصل هذا ؟
و لماذا ؟

و كأن القلب يستنجد العقل ليرتاح
لعلهم حينها يجدون بداية مختلفة تماما
تخرجهم من حلقة مفرعة يدورون حولها
مرارا و تكرارا ..
حتى بدت الاشياء الجديدة كالقديمة تماما
لا يكسوها البهجة .. تمر كأنها مثل الأمس

اليوم مختلف تماما عن الأمس و لا يوجد يوم يشبه الاخر
لكن المشاعر فقط تجعل من كل يوم نفس اليوم
احيانا .. تمتص الظروف كل المحاولات
احيانا … حين نضعف و نمل من تكرار المحاولات
نستسلم و نظن أن الفرص انتهت
أحيانا .. حين يمسنا الحزن بسوء نظن أن الدواء لا ينال ..
أحيانا حين تبدوا الأمور الخارجة عن سيطرتنا مريعة
و تكثر الأزمات
نظن أن الموت قد يكون حلا …
نظن أن الألم لا ينتهي
و أن الحزن لا يموت
و أن الامور ستبقى سيئة إلى النهاية
إنه ظن سيء لا يجدر لمؤمن بالله أن يظنه
مهما كانت الأمور سيئة
..
لعله ضعف بشري
و قدرة محدودة
و رؤيا ضيقة
تجلعنا ننجرف لأفكار سيئة
إنها حرب صامتة
تنطق بكل الاصوات لكن لا أحد يسمعها
علينا ترويضها حتى نتحكم بها و نعالجها

فدوما هناك ضوء من أمل لا يرحل
هناك قوة فوق تصورنا نستطيع أن نوقظها
في الاعماق ردمها الالم و المحاولات الفاشلة
لكن ماذا سيحصل لو سقاها المطر فنبتت ؟

كن أنت المطر الذي ينقذ نفسك
كن أنت لنفسك الوطن
كن أنت الأمل
لا تنتظر أحدا أبدا ليساعدك فلا أحد سيأتي
أنهض و رمم نفسك
و لا تخبر أحدا عن معاركك التي ايقظتك
..

أضف تعليق